الحصبة وتداعياتها المرضية ودور فيتامين أ في الحد من مخاطرها
بقلم جابي كيفوركيان
الحصبة (Measles (Rubeola مرض شديد العدوى، فيروسي، حاد، يصيب الجهازالتنفسي العلوي (الأنف والحلق والحنجرة)، والسفلي (الرغامي والقصبات الهوائيةوالرئة) بالتهابات حادة. ويصيب الأطفال في المقام الأول، غير أن الكبار لا يسلمونمنه.
ومن أبرز أعراض الحصبة وعلاماتها: ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمى)، سعال، رشح(أنف سيال)، التهاب ملتحمة العين، ظهور بقع داخل الفم وطفح جلدي (سيأتي شرح كلذلك لاحقاً).
والعامل المسبب للحصبة، هو فيروس الحصبة الذي ينتمي الى عائلة فيروساتParamyxovirus. وتبلغ ذروة انتشار المرض في المناطق معتدلة المناخ في أواخرفصل الشتاء وبداية فصل الربيع.
طرق العدوى
تتم العدوى بالحصبة عن طريق الجهاز التنفسي العلوي، وذلك باستنشاق الرذاذ الحاملللفيروس المتطاير من الشخص المريض، أثناء السعال أو العطس، أو أثناء التكلم معالمريض من مسافة قريبة جداً لا تتعدى الثلاثة أقدام. كذلك يمكن أن تنتقل العدوىالى الإنسان السليم، إذا وصل الرذاذ الحامل للفيروس الى مقلة عينه. وقد تكون العدوىممكنة أيضاً في حال استخدام مناشف شخص مريض، أو نتيجة تلوث الأيدي بفيروسالحصبة ومن ثم وضع اليد الملوثة مباشرة على منطقة الوجه (العينين والأنف والفم)قبل غسلها، إذ باستطاعة فيروس الحصبة العيش لمدة ساعتين خارج جسم الإنسانالمصاب.
وبعد دخول الفيروس الجهاز التنفسي يتكاثر في الخلايا الظهاريةCells Epithelialللرغامي Trachea والقصبات الهوائية. وبعد نحو 2-4 أيام يهاجم الفيروس النسيجاللمفاوي الموجود في المنطقة. وبعد التكاثر مرة أخرى في العقد اللمفاوية المحلية يدخلالفيروس الدورة الدموية ويخترق كريات الدم البيضاء اللمفاوية، ومن ثم ينتشر في جميعأنحاء الجسم، ما يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويعزل الفيروس نفسه في الدموافرازات الأنف والبول. وكما ذكرت سابقاً فإن الفيروس في الدم يكون داخل كرياتالدم البيضاء اللمفاوية، ويلي ذلك ظهور الطفح الجلدي المميز للحصبة. أما الأطفال، أوالأشخاص الذين يفتقدون الى جهاز مناعة فعال، فيصابون، نتيجة العدوى بفيروسالحصبة، بالتهاب رئوي عنيد، غالباً ما يؤدي الى الموت.
وهنا أود أن أشير الى نتائج دراسة أولية، قام بها العلماء العاملون في عيادة Mayo Clinic في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بينت أنه ليس شرطاً أن يتم تكاثرالفيروس في الخلايا الظهارية للجهاز التنفسي، حيث وجدوا أن التكاثر يحدث فقط فيالخلايا اللمفاوية البيضاء Lymphocytes المناعية في الدم. ومع ذلك فإن هذه النتيجة مازالت قيد الدراسة والنقاش.
وقد تؤدي أحياناً الإصابة بفيروس الحصبة الى ضعف جهاز المناعة، وتسمى هذه الحالة"كبت المناعة" Immunosuppression، التي قد تدوم عدة أسابيع الى عدة أشهر، مايعرض الطفل للإصابة بعدوى بكتيرية شديدة، وخصوصاً ذات الرئة القصبيةBronchopneumonia، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية لموت الأطفال.
وأما إذا مرت العدوى بالحصبة دون مضاعفات مميتة، فإن الطفل يكتسب مناعة دائمة(مدى الحياة) ضد مرض الحصبة، وذلك نتيجة تكون أجسام مضادة لفيروس الحصبة فيالدم.
التاريخ الوبائي والانتشارية
يصاب نحو 29 مليون شخص سنوياً، على مستوى العالم بمرض الحصبة. وأكثر هذهالحالات تسجل في القارة الإفريقية. وبالرغم من توفر طعم فعال وآمن ضد هذاالمرض، تبقى الحصبة أحد الأسباب الرئيسية لموت الأطفال على نطاق العالم. حيثتوفي عام 2008 نحو 164 ألف شخص من هذا الداء، معظمهم من الأطفال تحت سنخمس سنوات.
وتسجل معظم الوفيات من هذا المرض في المجتمعات والدول محدودة الدخل، وذاتالمستوى الطبي المنخفض. وأريد أن أنوه هنا الى أن الدول التي تعرضت، وما زالتتتعرض من حين الى آخر للكوارث الطبيعية والحروب وعدم الاستقرار، يتفشى فيهاالمرض من حين الى آخر في شكل وباء (يعرف الوباء بأنه ظهور أي مرض بشكلمفاجئ، ويصيب الناس بأعداد كبيرة في وقت واحد). وسبب ذلك أن الكوارث الطبيعيةوالحروب تؤدي الى تعطل الخدمات الصحية وخاصة الوقائية، إضافة الى أن تجمعضحايا الكوارث والحروب في مخيمات مكتظة يؤدي الى سهولة انتشار المرض.
الصورة السريرية
تراوح فترة الحضانة للحصبة ما بين 8 – 12 يوماً (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترةالممتدة من لحظة دخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلاماتالأولى للمرض). وتكون بداية المرض حادة – فجائية، وتتمظهر في عدة أعراضوعلامات مميزة.
تعتبر الحمى من العلامات الأولى للمرض، حيث تراوح درجة حرارة الطفل ما بين39,5 – 40,5 مئوية، وتدوم 4 – 8 أيام. وأما الأعراض المبكرة للمرض، فهي:توعك، رشح، ارتفاع درجة حرارة الجسم، قهم (قلة الشهوة للطعام) Anorexia، احمرارالعين بسبب التهاب الملتحمة Conjunctivitis وسعال. وعدم تحمل المريض للضوء(رهاب الضوء) Photophobia.
وبعدها بيومين أو ثلاثة أيام (في المراحل الأولى للمرض) تظهر بقع بيضاء صغيرةضاربة للون الرمادي داخل الفم في منطقة الخد. وتظهر عادة قبل ظهور الطفحالجلدي بيومين، وتتلاشى بعد ظهور الطفح الجلدي بيومين أيضاً. وتسمى هذه البقعالبيضاء، التي تظهر في الغشاء المخاطي للخد، "بقع كوبليك" Koplik Spots. ومع أنهذه البقع تعتبر من العلامات المميزة لتشخيص الحصبة، غير أنها قد لا تظهر (أو لاتلاحظ) في بعض الحالات.
ويظهر على الجلد طفح حمامي Erythematous وبقعي حطاطي Maculopapular وذلكبعد التعرض للعدوى بأسبوعين تقريباً (أو بعد ظهور بقع كوبليك بيومين). وعادة يبدأالطفح بالظهور في المنطقة تحت أو أمام الأذن، وما يلبث أن ينتشر بالتوالي على الوجهوالرقبة والصدر والظهر والأطراف، وخصوصاً في راحة اليد (الكف) وأخمص القدم(السطح السفلي للقدم). وبعدها يندمج الطفح الحمامي والبقعي مع بعض. ويبقى الطفحظاهراً على الجلد لمدة خمسة أيام تقريباً.
وعادة لا يسبب الطفح هرشاً (حكة) وإن حصل ذلك تكون الحكة خفيفة. غير أنالجلد قد يتسلخ (يتقشر) عندما يبدأ الطفح بالتلاشي.
ومن الجدير بالذكر أن المريض يكون في ذروة الإرهاق والمرض بعد ظهور الطفحبيوم أو يومين. وقد يصاب باعتلال غدي لمفاوي Lymphadenopathy شامل، وتضخمبسيط في الطحال والتهاب الزائدة الدودية، وذلك بسبب الالتهاب الشامل الذي يصيبالنسيج اللمفاوي.
وتراوح مدة المرض (منذ بدء العلامات والأعراض المبكرة للمرض حتى تلاشي الطفحالجلدي والحمى) غير المصحوب بمضاعفات بين أسبوع وعشرة أيام. وفي معظم الحالاتيمثل السعال آخر أعراض وعلامات الحصبة.
ويكون المريض قادراً على نقل العدوى الى الشخص السليم ابتداء من يومين، قبلظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض، أو ابتداء من أربعة أيام قبل ظهور الطفحالجلدي، وحتى أربعة أيام بعد ظهور هذا الطفح. ويختفي الفيروس من إفرازات الأنفوالفم في لحظة تلاشي الطفح الجلدي.
مضاعفات المرض
ومن مضاعفات الحصبة: التهاب الأذن الوسطى البكتيري، والتهاب الرئة الفيروسيالمصحوب بالتهاب رئوي بكتيري، والتهاب الدماغ الحاد Encephalitis والخانوقCroup، والتهاب الدماغ والحبل الشوكي Encephalomyelitis، وإسهال شديد وفقدانحاسة البصر (العمى الدائم) واشتداد مرض السل Tuberculosis (إن وجد).
ومن المضاعفات نادرة الحدوث: التهاب الكبد Hepatitis والحصبة النزفيةHemorrhagic Measles والفرفرية الخاطفة Purpura fulminans والتجلط المنتشرداخل الأوعية الدموية Disseminated Intravascular Coagulation، والتهاب الدماغالتصلبي تحت الحاد Subacute Sclerosing Panencephalitis.
وما زالت الحصبة حتى يومنا هذا، من أسباب الوفيات الرئيسية في سن الطفولة (بالرغممن توفر الطعم الفعال ضد الحصبة). وتعتبر المضاعفات التي تصيب الرئة والجهازالعصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) من أبرز أسباب الوفاة، إذ توفي في عام2007 نحو 197 ألف شخص على نطاق العالم، أما في عام 2008 فقد توفي نحو164 ألف شخص.
وفي حال تعرض المرأة الحامل للعدوى بفيروس الحصبة، وتحديداً في حال كونها تفتقدالمناعة ضد الحصبة، فإنها قد تجهض جنينها، أو قد تلده قبل الأوان (غير أن الجنينلا يصاب بتشوهات خلقية).
ومعروف أن الحصبة تكون أشد وقعاً على الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف،مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ونقص فيتامين "A" والإيدز، وغير المطعمينضد الحصبة. وأشارت الدراسات العديدة الى أن مضاعفات الحصبة أكثر شيوعاً عندالأطفال تحت سن خمس سنوات، والأشخاص فوق سن 21 عاماً.
تشخيص المرض
يتم تشخيص المرض، عادة، من طبيعة الصورة السريرية له، غير انه للتأكد منالتشخيص يمكن إجراء الفحوصات المخبرية التالية:
- غلوبولين مناعي M: يعتبر التحري عن الأجسام المضادة Immunoglobulin M فيدم المريض (ويرمز لها IgM) بأنها أسرع طريقة للكشف عن الحصبة. ويفضل فحصالدم في اليوم الثالث لظهور الطفح الجلدي، او بعد شهر من ذلك (إذ قد لا تتكونالأجسام المضادة في اليومين الأولين لظهور الطفح الجلدي).
- غلوبولين مناعي G: يفضل التحري عن الأجسام المضادة Immunoglobulin G فيدم المريض (ويرمز لها IgG) بعد اسبوع من ظهور الطفح الجلدي. ويعاد الفحصبعد اسبوعين من ذلك. وفي حال اصابة الشخص بالحصبة تلاحظ زيادة معيار هذهالأجسام المضادة بأربع مرات.
- مسحة انف بلعومية: يمكن عزل فيروس الحصبة بواسطة اخذ مسحة Swab منالغشاء المخاطي للانف والحلق (البلعوم). وتستخدم هذه الطريقة في حال عدم اكتشافالأجسام المضادة في دم المريض، وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعفجهاز المناعة.
- كريات الدم البيضاء: يقل عدد الكريات البيض leucopenia، غير انه في المراحلالأخيرة لتواجد الفيروس في الدم يرتفع عدد الكريات اللمفاوية Lymphocytosis ارتفاعاًنسبياً.
- التهاب الدماغ والكبد: في حالة الشك بالتهاب الدماغ، يمكن فحص الدم والسائلالدماغ-شوكيCerebrospinal Fluid للتحري عن وجود الأجسام المضادة للفيروس،وخصوصاً في حال التهاب الدماغ التصلبي تحت الحاد. واما في حال التهاب الكبدفيمكن ان يكون هنالك ارتفاع في مستوى انزيمات Transaminase (SGOT-SGPT).
أسباب الحصبة
وكما ذكرنا، فإن العامل المسبب للحصبة هو فيروس الحصبة، الذي ينتقل من الشخصالمريض الى الشخص السليم عن طريق الرذاذ المتطاير جراء السعال والعطس، او عنطريق استخدام ادوات ملوثة بهذا الفيروس، لأن بإستطاعة فيروس الحصبة العيش خارجالجسم مدة ساعتين تقريباً (وذلك في حال عدم غسل هذه الأدوات، أو الأيدي ومن ثموضعها في الفم أو القيام بفرك الأعين بالأيدي الملوثة).
ومن أبرز أسباب الاصابة بالحصبة هي:
- معروف ان التطعيم ضد الحصبة يعطي للانسان السليم مناعة، من 85-95 في المئةوليس مئة في المئة.
- عدم صلاحية الطعم.
- عدم التطعيم ضد الحصبة مطلقاً، او التطعيم بالجرعه الاولى فقط، التي تعطي مناعةبنسبة 85 في المئة (سيأتي شرحه لاحقاً).
- ضعف جهاز مناعة الانسان، بسبب الايدز وسرطان الدم (اللوكيميا) والعلاج بالاستيرويداتالقشرية Corticosteroids وعامل الكله Alkylating Agent (علاج ضد الأورام). وذلكبالرغم من كون المريض مطعماً ضد الحصبة.
- عادة يتم اعطاء الجرعة الاولى للطفل ضد الحصبة في سنته الأولى، ومعروف انالطفل يفقد مناعته المكتسبة من والدته في الشهر السادس من عمره، لذلك نرى انالاطفال بين سن ستة اشهر و12 شهراً يكونون معرضين للاصابة بالحصبة.
- كذلك فان سوء التغذية ونقص فيتامين "A" تجعل الشخص معرضاً للاصابة بالحصبة.
العلاج والوقاية
وبما ان العامل المسبب للحصبة هو فيروس، فإنه لا يوجد علاج خاص به، وهنا يتمثلالعلاج في الوقاية من المرض وتخفيف الاعراض ومعالجة المضاعفات ان وجدت.
ويجب تناول الادوية الخافضة للحرارة (ما عدا الاسبيرين) في حال معاناة المريض منالحمى، وكذلك الأمر بالنسبة للصداع. ويفضل اعطاء السوائل قدر المستطاع، لتجنبالجفاف، ويجب إنارة غرفة الطفل بضوء خافت وعزله لمدة عشرة ايام ابتداء من ظهورالطفح الجلدي.
واما المضادات الحيوية Antibiotics فتعطى في حال حدوث مضاعفات والتهاباتبكتيرية، مثل: التهاب الاذن الوسطى والتهاب الرئة البكتيري.
وقد اشارت الدراسات والابحاث العديدة الى ان تناول المريض لفيتامين "A" يخفف منشدة المرض، ومن إمكانية تعرضه للموت، وذلك بنسبة 52 في المئة.
واستطيع القول إن إعطاء الاطفال (الذين تم ادخالهم للمستشفى بسبب اصابتهم بالحصبة)جرعتين متتاليتين من فيتامين "A" تبلغ كل منهما 200,000 وحدة، ويفصل بينهما 24ساعة، كفيلة بأن تحمي الطفل من الموت بنسبة 52 في المئة.
وقد اشارت دراسات عديدة الى ان فيتامين "A" ضروري للحفاظ على الخلايا الظهاريةEpithelial cells في جميع انحاء الجسم (وهنا يعنينا الجهاز التنفسي والبصري)، لأنالاصابة بالحصبة تؤدي الى تلف هذه الخلايا، ناهيك عن أن الحصبة تؤدي الى انخفاضنسبة فيتامين "A" في الجسم اصلاً.
ويعطى فيتامين "A"، في شكل عام في الحالات التالية:
- أطفال البلاد الفقيرة.
- الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
- الأطفال الذين يعانون من ضعف امتصاص الغذاء من الأمعاء.
- الأشخاص ذوو المناعة المنخفضة.
- الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين 6و24 شهراً، وتحديداً الذين تم إدخالهم للمستشفىلمعالجة المضاعفات الناتجة عن الحصبة.
وتتمثل الوقاية من الحصبة بالتطعيم حسب المعايير التالية:
- في حال تعرض المحيط الذي يعيش فيه الفرد لانتشار العدوى بالحصبة، يجب تطعيمالأفراد الذين على اتصال مباشر مع المريض، والذين لديهم القابلية للإصابة بالحصبة(سيأتي ذكرهم لاحقاً) بمصل غلوبولين مناعي Immunoglobulin (ويرمز له Ig)،يحتوي على أجسام مضادة لفيروس الحصبة، شريطة أن يعطى خلال الستة أيام الأولىمن الاختلاط مع المريض.
وأستطيع تصنيف الأفراد الذين يجب تطعيمهم بمصل Ig، كما يلي:
- الأطفال في سن ستة أشهر حتى 12 شهراً.
- أطفال تحت سن ستة أشهر، لأمهات ليس لديهن مناعة ضد الحصبة.
- النساء الحوامل اللواتي ليس لديهن مناعة ضد فيروس الحصبة.
- الأشخاص ذوو المناعة المنخفضة.
- أما التطعيم الروتيني للأطفال، فيتمثل بتطعيم الطفل بلقاح Vaccine يحتوي علىفيروسات ضعيفة غير قادرة على إحداث المرض، إلا أنها تحث الجهاز المناعي علىانتاج أجسام مضادة للفيروس نفسه.
ويحتوي اللقاح المذكور سابقاً على فيروسات الحصبة Measles والنكاف Mumpsوالحصبة الألمانية Rubella (ويرمز له MMR).
ويعطى هذا اللقاح في جرعتين: الجرعة الأولى في السنة الأولى من عمر الطفل (12شهراً)، وهذه تمنح الطفل مناعة ضد فيروس الحصبة بنسبة 85 في المئة. وأماالجرعة الثانية فتعطى لدى دخول الطفل المدرسة (4-6 سنوات)، وهذه تمنح الطفلمناعة ضد فيروس الحصبة بنسبة 95 في المئة. وهذا يشير الى أن نحو خمسة فيالمئة من الناس يبقون معرضين للإصابة بالحصبة في حال تعرضهم للعدوى.
وأشير هنا الى أن الأطفال في سن صفر حتى سن ستة أشهر يكون لديهم مناعةمكتسبة من والدتهم (هذا في حال كون الأم تملك المناعة ضد فيروس الحصبة، سواءكان ذلك نتيجة تلقيها التطعيم في صغرها، أو نتيجة لإصابتها بالحصبة في صغرها).
وأنوه هنا الى أنه يمنع منعاً باتاً إعطاء اللقاح المضاد للحصبة MMR للفئات التالية:
- النساء الحوامل.
- الأطفال المصابون بنقص المناعة.
- الأطفال المصابون باللوكيميا (سرطان الدم) Leukemia، أو الأنواع الأخرى منالسرطان.
- الأطفال المصابون بداء السل Tuberculosis.
- الأشخاص الحساسون من المضاد الحيوي Neomycin، وذلك لكون هذا المضاد الحيوييدخل في تركيبة لقاح MMR.
الحصبة والحمل
في حال كانت المرأة الحامل على اتصال مباشر مع شخص مصاب بالحصبة، وهي علىعلم بأنها لا تملك المناعة ضد الحصبة، يجب مراجعة طبيب العائلة في أسرع وقتممكن، لأن هذا قد يعطيها مصل Ig (والذي يجب أن يعطى خلال مدة تراوح بين3و6 أيام) وهذا قد يخفف من شدة الحصبة في حال إصابة الحامل به، غير أنه ليسمن المؤكد إن كان هذا المصل يمنع الإجهاض أو يمنع ولادة طفل قبل الأوان.
وأما في حال كون المرأة تخطط للحمل، غير أنها ليست متأكدة من كونها قد أصيبتبالحصبة في صغرها، أو قد تلقت اللقاح ضدها، فإننا ننصح بأن تتلقى لقاح MMR. غير أنه يجب عليها أن لا تحمل قبل مرور مدة تراوح بين شهر إلى شهرين منتلقيها للتطعيم.
No comments:
Post a Comment