محمد
قدوة وأسوة

لنتعلم سيرته
من الولادة حتى الوفاة

هو أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل رسله ، وخاتم أنبيائه : محمد الصادق الأمين ، المبعوث إلى الأحمر والأسود أجمعين ، وعلى آله وصحبه حملة لواء الدين ، وعلى منتبعهم بإحسان من الأئمة والهداة والدعاة والأتقياء والصالحين ، وعلى كل من سلك سبيلهم إلى يوم الدين .
أما بعــد :
فإن السيرة النبوية من أشرف العلوم وأعزها وأسناها هدفاً ومطلباً ، بها يعرف الرجل المسلم أحوال دينه ونبيه ، وما شرفه الله – تعالى – به من أرومة الأصل وكرم المحتد ، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة ، وحمل عبء الدعوة إلية وإلى دينه ، ثم ما قام به
من بذل الجهود المتواصلة ، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل ، وما حظي به – بجنب ذلك – من نصرةالله وتأييده بجنود غيبه المكنون ، وملائكته البررة الكرام ، وإنزال البركات ، وخوارق العادات ، وغير ذلك .

وقد كثر الاهتمام بهذا الموضوع في قديم الزمان وحديثه دراسة وكتابة وتأليفاً ، لأنه عمل ينبثقمن صميم الإيمان وغريزة الحب والتفاني ، إلا أن عامة القائمين بذلك لم يوفوا حقه من التحقيق ، بل أدخلوا فيه ما وافق أفكارهم وميولهم وعواطفهم ، ولو لم يكن له حظ من الصحة والثبوت ، بل جاءوا ببعض ماهو مصطدم بأصول الدين وخارج عن حيز نطاق المعقول .
ونظراً إلى ذلك اقترح على بعض الإخوان بتأليف كتاب جديد في حجم متوسط أجمع فيه ما هوثابت ومعترف به عند أئمة هذا الفن ، مع مراعاة مستوى الناشئين وعامة الدارسين ، متجنباً الإجحاف والانحراف ، فطلبت من الله التوفيق والسداد ، وبدأت بالعمل المطلوب ، مستمداً في ذلك منالقرآن الكريم تفاسيره المعتمدة ، ثم من كتب السنة والسيرة ، ومستفيداً بما يوجد فيها من القرائن والشهادات الداخلية ، وما يحيط بها من الشهادات الخارجية ، وآثرت أن تكون العبارة مأخوذة منالروايات وكلام الأوائل بقدر الإمكان . مع الاختصار والاختيار ، وأرجوا أني قد أديت المطلوب إلى حد قريب ، وأدعو الله – سبحانه – أن ينفع به المسلمين ، ويجعله خالصاً لوجهة الكريم . وصلى اللهعلى خير خلقه محمد وبارك وسلم .
صفي الرحمن المباركفوري
1/1/1414هـ
هو أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام – بالاتفاق ، ولكن لم يعرف بالضبط عدد ولا أسماء من بينه وبين إسماعيل عليه السلام .
أما أمه
فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب . وكلاب هو الجد الخامس للنبي
من جهة أبيه ، فأبوه وأمه من أصل واحد ، يجتمعان في كلاب ، واسمه حكيم . وقيل : عروة لكنه كان كثير الصيد بالكلاب فعرف بها .


أما أسرته
فتعرف بالأسرة الهاشمية ، نسبة إلى جدة الثاني هاشم ، وقد ورث هاشم من مناصب قصي : السقاية والرفادة ، ثم ورثهما أخوه المطلب ، ثم أولاد هاشم إلى أن جاء الإسلام وهم على ذلك ، وكان هاشم أعظم أهل زمانه ، كان يهشم الخبز ، أي يفتته في اللحم ، فيجعله ثريداً ، ثم يتركه يأكل الناس ، فلقب بهاشم ، واسمه عمرو . وهو الذي سن الرحلتين : رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وكان يعرف بسيد البطحاء .

ومن حديثه : أنه مر بيثرب ، وهو في طريق تجارته إلى الشام ، فتزوج سلمى بنت عمرو من بني عدي بن النجار ، وأقام عندها فترة ، ثم مضى إلى الشام وهي حامل ، فمات بغزة من أرض فلسطين ، وولدت سلمى ابناً بالمدينة سمته : شيبة ، لشيب في رأسه ، ونشأ هذا الطفل بين أخواله في المدينة ، ولم يعلم به أعمامه بمكة حتى يبلغ نحو سبع سنين أو ثماني سنين ، ثم علم به عمه المطلب ، فذهب به إلى مكة ، فلما رآه الناس ظنوه عبده فقالوا : عبد المطلب ، فاشتهر بذلك .
وكان عبد المطلب أوسم الناس ، وأجملهم ، وأعظمهم قدراً . وقد شرف في زمانه شرفاً لم يبلغه أحد ، كان سيد قريش وصاحب عير مكة ، شريفاً مطاعاً جواداً يسمى بالفياض لسخائه ، كان يرفع من مائدته للمساكين والوحوش والطيور ، فكان يلقب بمطعم الناس في السهل ، والوحوش والطيور في رؤوس الجبال . قد تشرف بحفر بئر زمزم بعد أن كان قد درسها جرهم عند جلائهم عن مكة ، وكان قد أمر بحفرها في المنام ، ووصف له موضعها فيه .
وفي عهده وقعت حادثة الفيل ، جاء أبرهة الأشرم من اليمن بستين ألف جندي من الأحباش ، ومعه بعض الفيلة ، ليهدم الكعبة ، فلما وصل إلى وادي محسر بين المزدلفة ومنى ، وتهيأ للهجوم على مكة أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول ، وكان ذلك قبل مولد النبي
بأقل من شهرين فقط .

أما والده
عبدالله فكان أحسن أولاد عبد المطلب ، وأعفهم ، وأحبهم إليه ، وهو الذبيح ، وذلك أن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم ، وبدت آثارها نازعته قريش ، فنذر لئن آتاه الله عشرة أبناء ، وبلغوا أن يمنعوه ، ليذبحن أحدهم . فلما تم له ذلك أقرع بين أولاده ، فوقعت القرعة على عبدالله ، فذهب إلى الكعبة ليذبحه ، فمنعته قريش ، ولا سيما إخوانه وأخواله ، ففداه بمائة من الإبل ، فالنبي
ابن الذبيحين : إسماعيل – عليه السلام –وعبد الله ، وابن المفديين ، فدي إسماعيل – عليه السلام – بكبش ، وفدي عبد الله بمائة من الإبل .


واختار عبد المطلب لابنه عبد الله آمنه بنت وهب ، وكانت أفضل نساء قريش شرفاً وموضعاً ، وكان أبوها وهب سيد بني زهرة نسباً وشرفاً ، فتمت الخطبة والزواج ، وبنى بها عبد الله بمكة فحملت برسول الله
.

وبعد فترة أرسله عبد لمطلب إلى المدينة – أو الشام في تجارة – فتوفي بالمدينة – راجعاً من الشام – ودفن في الدار النابغة الذبياني ، وذلك قبل ولادته
على الأصح .

للإطلاع على باقي الموضوع فضلا اضغط هنا
No comments:
Post a Comment